اطرح سؤالك

20 ربیع الاول 1434 الساعة 16:07

ما هو الفرق بين دين الاسلام والاديان الاخرى؟ أريد جواباً كاملاً وعملياً، وان خيرونا بين الاسلام والاديان الاخرى فلماذا نختار الاسلام؟ فما هو فرق الاسلام عن الاديان الاخرى؟

الجواب :


فرق دين الاسلام عن بقية الاديان الاخرى في امرين:

الف: دين الاسلام هو اخر الاديان وهو الدين الالهي الاكمل، والاديان الاخرى كانت تنسجم مع الظروف الزمانية والمكانية قبل الاسلام واصول تلك الاديان تتفق مع ذلك الزمان والمكان.

ب: ان دين الاسلام هو الدين الذي ارتضاه الله تعالى ولا تحريف فيه، اما بقية الاديان بالاضافة الى انها نسخت ومن غير الجائز اتباعها بعد مجيء الاسلام فهي محرفة وب%9هي الاكمل، 5جعولة وليست هي قوانين الله تعالى.


توضيح ذلك:

الإسلام هو أحد الأديان السماوية والالهية الكاملة وقد تم تبليغه عن طريق نبي الله محمد (صلى الله عليه واله) و قد انزل القران الكريم الذي يمثل المعالم الرئيسية لهذا الدين على نبي الاسلام (صلى الله عليه واله) عن طريق الوحي وهو جبرائيل الامين(عليه السلام).

ان التعرف الكامل على دين الاسلام لا يمكن الاحاطة به في هذه الرسالة الا اننا سنتكلم بمقدار الاجابة الكاملة على سؤالكم ولكي تتضح ضرورة اختيار دين الاسلام وامتيازه عن بقية الاديان وذلك في مطالب:

وان كان البحث في هذه المسائل مفصلاً من جهات مختلفة، ولكننا سنشير الى بعض المطالب لاجل اثبات حقانية دين الاسلام، ونتمنى ان تقرأوها بدقة لاجل معرفة احقية الدين الاسلامي يجب علينا دراسة مبادئه واصوله وقرائتها، ولاجل التعرف على احقية النبي الاكرم (ص) فيوجد بالاضافة الى الاعجاز طريقان مهمان وسنشير على نحو الاختصار الى هذين الطريقين مع بيان اختلاف احكام الدين الاسلامي عن سائر الاديان الاخرى.

دين الاسلام هو دين الرأفة والرحمة والمودة والمحبة، وقد بعث نبي الاسلام من قبل الله تعالى رحمةً للعالمين، ان اصول الاسلام وكتابه الذي نزل لهدية البشرية جميعها تتطابق مع العقل والمنطق.
 
وعلى العموم يقوم الدين الاسلامي على اساس العقل والمنطق، مع المحبة والمودة ومن الاسس الاولية في دين الاسلام هو الابتعاد عن الخشونة والمعاملة القاسية وهو يكرهها.

ولاجل اثبات هذا المطلب: يجب ان نلاحظ ايات القرآن الكريم كتاب الاسلام السماوي، ويجب ايضا ملاحظة السيرة العملية للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) واوامره وكلماته.

الف: يقول القران الكريم مخاطباً النبي الاكرم(ص)«وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ»؛ فالدين الذي يكون نبيه رحمة للعالمين لا شك انه دين لا عنف فيه. وفي اية اخرى يامر الله نبيه ان يتواضع للمؤمنين ويقول: «وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ»؛

وايضا في موضع آخر: اصدر الله تعالى امراً لنبيه بالعفو والسماح والمداراة حيث يقول: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»؛ فجميع هذه الايات تدل بوضوح على رحمة نبي الاسلام وملائمة الدين الاسلامي وموافقته للعقل والمنطق، لانه لو كان الاسلام ليس دين المحبة والألفة والمودة، لما كان هناك معنى لكل ذلك التأكيد على العفو المحبة والاخلاق الحسنة  وامثال هذه الامور. ولذا نجده يأكد على انه يجب على النبي(ص) ان يتعامل مع الاخرين بالعفو والمسامحة والعطف والمحبة والاخلاق الحسنة ويتواضع امام المؤمنين.

ب ـ السلوك والسيرة العملية الاسلامية:
1
ـ كان النبي الاكرم(ص) رحيماً متعاطفاً مع الاخرين، ولذلك اذا لم يؤمن بعضهم بالله تعالى عناداً كان ويتأذى ويتحسر عليهم، الى حد يقول القران الكريم: { لعلك باخع نفسك } وهذا يدل على رحمته وعطفه.

2ـ الاخلاق الحسنة: التاريخ يشهد بان رسول الاسلام كان يتحلى باحسن الاخلاق، ان سلوك واقوال نبي الاسلام من وجهة نظر القران و التاريخ تدل على ان النبي كان يتحلى باحسن الاخلاق وافضل الكلام وقد كان النبي يتعامل مع الناس بالعطف والاحسان الى درجة قد وصفه الله تعالى بانه مثال للاخلاق العظيمة حيث قال:{ وانك لعلى خلق عظيم}.

وكان نبي الاسلام يتعامل في جميع المسائل بالصبر والثبات والعفو والسماح وكان يلقى الجميع بوجه طليق بشوش.

كان لرسول الله جار يهودي يتقاه في كل يوم ويحث عليه الرماد، ورسول الله (ص) ينكث التراب من لباسه من دون أي رد فعل ويمضي، وفي اليوم التالي مع ان النبي الاكرم كان يعلم ان اليهودي سيكرر هذه العملية لم يغير طريقه وذات يوم مر رسول الله (ص) من ذلك الطريق فاذا لا يوجد ذلك الرجل فتعجب من ذلك فابتسم وقال: صاحبنا لم يأت الينا، فقيل: ان مريض فقال: علينا بعيادته، فجاء الى عيادته، فلما رأى اليهودي المريض رسول الله جالس عنده احس بالصدق والمحبة والمودة في وجه رسول الله الذي طالما كانت لديه معرفة به وصداقة تبدل جميع ذلك الحقد الدفين في الرجل اليهودي بالمودة والصدق.

فهل ان الدين الذي يكون قائده هكذا يتعامل حتى مع اعدائه دين عنف ولا رحمة فيه او انه دين الصدق والاخلاق والمودة والعاطفة.

لو قرأتم تاريخ صدر الاسلام لوجدتم ان النبي (ص) انما استطاع جذب واستقطاب الناس والشعوب المختلفة المجاورة للمدينة نحو دين الاسلام بفضل تعامله الحسن واخلاقه الحميدة وبفضل وجود المودة والعطف في دين الاسلام وجعل ضياء وشعاع الاسلام يشع في كل يوم على منطقة، وقد اصبح المسيح بسبب الفتوحات الاسلامية والسلوك العطوف للنبي الاكرم (ص) مولعين بالاسلام في شبه الجزيرة العربية والشام وغرها وقد امنوا به من صميم قلوبهم.

الا ان لاثبات صحة دعوة نبي الاسلام والتصديق بدين الاسلام بغض النظر عن الاعجاز طريقين:

الاول: جمع القرائن والشواهد المختلفة على صحة دعوى النبوة.

الثاني: التصديق بالكتب السماوية التي قبل ذلك النبي.

وندرس هذين الطريقين بشكل مختصر:

الف: جمع الشواهد والقرائن على صحة رسالة نبي الاسلام (صلى الله عليه واله)

التدقيق في كيفية حياة نبي الاسلام:

ان من يدعي النبوة كذبا وزورا فبعد ان يكون له نفوذ بين الناس وتستحكم قواعد القوة عنده يقوم بتوسعة حياته الدنيوية والمادية.

واذا طالعنا تاريخ نبي الاسلام لوجدنا انه كان يعيش حتى نهاية عمره الشريف حياة بسيطة ويشهد بذلك التاريخ ويعترف به جميع علماء التاريخ والمؤرخين المسيحيين وغيرهم، وكان يعيش حياة فقيرة دون افقر الناس بالرغم من انه كان يستطيع ان يعيش حياة المرفهين، فاذا كان نبي الاسلام كاذبا في دعواه النبوة فلا معنى لان يعيش حتى اخر عمره فقيراً ويتناغم في عيشه مع الفقراء والمحرومين، وان كانت لديكم معرفة بصفات الانبياء لاتضح لكم ان هذا اللون من العيش من صفات الانبياء.

وهكذا الاخلاق الحسنة والسلوك الحسن الذي كان يتحلى به والصدق والاخلاص الذي كان يتعامل به مع الناس الى اخر لحظات عمره الشريف كل ذلك من صفات الانبياء ايضاً.

مضمون دعوة نبي الاسلام:

ان آيات القرآن الكريم تبين لنا مضمون دعوة النبي من الناحية الاعتقادية والاخلاقية فان الله تعالى قد علم نبيه اعلى وانبل المعارف الدينية والصفات الاخلاقية القيمة، وقد بلغها الى الناس، وتتشكل قواعد الدعوة النبوية في الاسلام من عبادة الله تعالى والابتعاد عن الشرك والطاغوت و وترتكز برامجه الدينية على الفضائل الاخلاقية من قبيل العفو والاخلاق الحسنة والتواضع والصدق والاخلاص العطف على الاخرين لا سيما الضعفاء والايتام و...

ان البيئة التي ولد نبي الاسلام فيها وبعث للنبوة فيها هي بيئة بعيدة عن التحضر والعلم، وقد حرم اناس تلك البئية من القراءة والكتابة، وكان يقضون ايامهم بالحرب واراقة دماء القبائل بدلاً من العلم والتعليم.

و قد بعث النبي (ص) للنبوة والرسالة في هكذا بيئة والحال انه لم يكن متبعاً لمذهب معين ولم يكن لديه استاذ اصلاً وجاء بالقرآن من عند الله تعالى الذي يعد من اعظم معاجز نبي الاسلام من جميع الجهات، بحيث لا يستطيع أي بشر ان ياتي بسورة واحدة من مثل القران الكريم من حيث الفصاحة والبلاغة والمضمون.  فهو الكتاب الذي اعترف بالعجز عن بلوغ كنهه الفصحاء والبلغاء وجميع العلماء.

ب ـ الايمان بالكتب السماوية السابقة:

الشرائع السماوية التي نزلت لاجل هداية البشر عن طريق الانبياء لا تختلف من حيث المباديء والاهداف، وقد بشر بدين الاسلام في التوراة والانجيل، الا انه وللاسف لما حرفت هذه الآيات اخفي عن عوام الناس ما هو موجود في التوراة والانجيل بشأن علائم نبي الاسلام.

ومن جملة من اخفى ذلك: عبد الله بن سلام الذي كان من علماء واحبار اليهود حيث آمن بنبي الاسلام وقال: «والله اننا لنعرف نبي الاسلام بالصفات التي وصفها الله لنا، كما يعرف احدنا ابنه من بين الاولاد وبالله اني لاعرف بمحمد (ص) اكثر من معرفة ابني»

ان مسألة بعثة نبي الاسلام(ص) كانت واضحة عند اليهود الى حد ان كتبهم قد عينت مكان النبي(صلى الله عليه واله) الذي سيظهر ولهذا هاجر جملة من اليهود لاجل العثور على المدينة التي يظهر فيها، وذلك طبقا للعلامات الموجودة عندهم بشان مكان ظهور نبي الاسلام فسكنوا بالقرب من المدينة كخيبر والاماكن الاخرى التي سكنوا فيها، هاجروا لاجل الدفاع عن نبي الاسلام والايمان به، ولكن بعد ان بعث النبي الاكرم (ص) قام  علماءهم واحبارهم باخفاء هذه الحقيقة على الناس حرصاً على الدنيا والمال والرئاسة وللاسف ابرزوا العداوة تجاه النبي بدلاً من الدفاع عنه وحمايته.

وقد صدق نبي الاسلام (ص) وكتابه السماوي (أي القران الكريم) بالانجيل والتوراة الاصليين وبنبوة موسى وعيسى (عليهما السلام) وطبعاً ان التوراة والانجيل الاصليين الذين انزلهما الله تعالى غير موجدين اليوم وانما الموجود في ايدي اليهود المسيح الانجيل والتوراة المحرفين وسنشير الى بعض تحريفات الانجيل.

ان كتاب المسلمين السماوي (القران الكريم) يبين اعلى واشرف العلوم للناس وهو كتاب معجز فوق حد التصور من جميع الجهات، و يذكر القرآن بكل احترام قصص الانبياء السابقين مثل النبي موصى وعيسى (ع) ويعترف بنبوتهم ورسالاتهم ويبين صفاتهم الحسنة، و يقص احوال عيسى وموسى (ع) على نحو الاجمال ويحكي القران عن لسان عيسى(ع) انه كان يكره الشرك  والذنب والخمر.

واما الكتاب الموجود اليوم في ايدي المسيحية باسم الانجيل فهو غير اصلي، بهل هو كتاب قد حرف بعض فصوله جملة من الاحبار المغرضين بعد عيسى(ع) من جملة الامور المحرفة على يد هؤلاء المغرضين ما يلي:

1ـ قد جاء في انجيل يوحنا باب 10 جملات 31 و18 انه ينسب الى عيسى (ع) انه قال انا ابن الله!! في حين ان هذا شرك والاله الذي يحتاج الى الولد ليس باله. ويوجد في اصول المسيحية الاعتقاد بالتثلث، أي انهم يعتقدون بان الله تعالى احد ثلاثة الهة والى جنبه الهان، الابن وروح القدس.

في حين ان عيسى (ع) لم يكن اله ولا ابن الله و لا هو يرضى بهذه القضية بل هو غير راض بهذه النسبة وهو يعترف بانه عبد لله تعالى.

الا انه يعتقد دين الاسلام و الكتاب السماوي القران الكريم ان الله تعالى واحد احد لا شريك له لم يلد ولم يولد.

2ـ وقد جاء ايضاً في انجيل يوحنا الباب الثاني، نسبة صنع الشراب والخمر الى عيسى نبي الله في حين ان عيسى كان يتنفر من شرب الخمر، بل ان الانبياء يحاربون الاشياء التي تذهب بعقل الانسان لا انهم يحثون عليها.

3ـ وجاء ايضا في انجيل لوقا، الباب السابع جملة 37 الى 48 حيث نسب الى عيسى ان امرأة سيئة ومنحرفة جاءت الى عيسى وقد غسلت بدموعها رجلي المسيح (ع) ثم نشفت رجليه بشعر رأسها، وهذا القضية كانت من البشاعة بحيث كان المضيف لعيسى أي صاحب الدار الذي كان عنده عيسى قد انزعج من هذا الامر وقال اذا كان هذا الرجل نبياً لعلم بسوء هذه المرأة ولا اقل انه ابتعد عنها.

فهذا النوع من الاتهام لنبي من انبياء الله بحيث يكون لديه علاقة مع امرأة اجنبية ليس من الوحي ولا من كتاب سماوي يقيناً، بل هو موضوع من قبل الناس وهذا يدل على تحريف بقية كتب الاديان السالفة.

هذه بعض الامثلة من التحريف للانجيل وتوجد عشرات الامثلة الاخرى من قبيل هذه الموارد في كتاب الانجيل والتوراة.

واما القران الكريم الكتاب السماوي لنبي الاسلام (ص) فهو يصف عيسى هكذا: ( ان عيسى المسيح كان نبياً وامه صديقة ويكلم الناس في المهد ويشهد ببراءة امه ويوصي بالصلاة والزكاة وتقوى الله).

ويتضح جيداً مع التدقيق فيما ذكرناه من الاختلاف بين دين الاسلام وبين الاديان الاخرى احقية الدين الاسلامي. وهكذا امتياز الاسلام عن سائر الاديان الاخرى وقد اتضح ايضا الجواب على انه لماذا نختار الدين الاسلامي؟ نختاره لان الدين الاكمل و الدين العام الذي رضي الله به هو دين الاسلام.


الكلمات الرئيسية :


۳۷,۵۸۲